الجمعة، 25 فبراير 2011

الرسالة الأخيرة

وطنى حبيبى الوطن الأكبر إن لم تكن سمعت هذه الأغنية فأسمعها لتدرك ما أشعر به الآن حين أشاهد الثورات التى تجتاح وطننا الحبيب -يا الله- كم أوحشتنى هذه الجملة وطننا ولا أقصد به دولة أو قطر لكنى أقصد من المحيط غلى الخليج أقصد أرفع رأسك أنت عربى أسترجع شعارات أهلنا عليها التراب أسترجع حلم ناصر الذى ضاع
عندما تحررت مصر من الإحتلال البريطانى أصبحت نموذجآ احتذت به كل بلدان المنطقة ولا أبالغ لو قلت العالم بأكمله وحتى لا يتهمنى البعض بكونى ناصرى الهوى - ولا أرى عيبآ بذلك-فأنى اوجه النظر لإيجابيات هذه الفترة التى يجب البناء عليها فلم يحدث أن خرج مسئول عربى يتهم دولة أخرى بالتآمر أو تأليب الشعب عليه
أستعدت هذه الذكرى المنعشة عندما شاهدت العرب فى غربتهم يتضامنون ويتظاهرون أمام سفارات الدول التى تندلع بها الإحتجاجات يتبادلون المواساة والتهانى وينبهون العلم كله اننا مازلنا اخوة بعد ان فرقتنا السياسة والرياضة والسعى نحو الريادة
حكامنا الأجلاء يجب أن يخجلوا من أنفسهم عندما يشاهدون هذه المشاهد العفوية لأن الشباب يفعلون ما عجزوا هم عن محاولته حتى لتنكفى كل دولة على مصالحها الخاصة وترفع شعار أنا أولآ و ليتدبروا قول الصعيدى هشام الجخ فى قصيدته الرسالة الأخيرة:

كنا نكلم قادةالحكم القديم
فما استجابوا للكلام وما وعوا
ظنوا -على جهل- بأن الكلام
خطر يهدد عرشهم ويزعزع
اليوم تبكى كل نفس صنعها
وتود لو عاد الزمان فتصنع

الثلاثاء، 22 فبراير 2011

هوامش الثورة1

يا سيدي الفرعون..
كيف أنام.. والأبناء في قلبي جياع؟!
كيف السبيل إليك والشكوى ضياع؟!
حاولت يوماً أن أشقّ البحر.. أن ألقاك..
ثار الموج.. والتهم الشراع
شاهدت طلعتك البهية..
والجنود يطاردون الناس حولك..
كان يفصلنا ذراع
أبيات عبقرية لفاروق جويدة يلخص بها أسباب الثورة المصرية التى حركت العالم كله وهى امتداد لحركة الشباب التونسى العظيم
فالرئيس الذى قال فى خطاب توليه السلطة أوائل الثمانينات أن الكفن ليس له جيوب وأنه لا يحب الشللية تقمص دور الفرعون بكل ما تعنيه الكلمة من معانى ليتحول الحب الذى كان الناس يكنونه له لكره ألتهمه وأسرته
ماذا تنتظرمن شباب أصبحوا فى نظر الكبار -عيال سيس- تدلى ذيولهم ببنطالتهم لا يعتد بهم ولا يستمع إليهم حتى أصواتهم يقوم الحزب الحاكم مشكورآ بتوزيعها على المحظيين من رجاله أراض بالملايين سرقت ومرضى بالملايين ماتوا نتيجة عدم توفر الأدوية وغيرهم يعانى تخمة الملايين
وهوت على رأسي الأيادي السود تصفعني
وتعوي فوق أشلائي الضباع
الشمس غامت في عيوني..
والمدى حولي زئير.. أو صراخ.. أو قناع
أسلمت نفسي للطريق.. ولم أزل أجري..
يطاردني قناع॥ ثم يصفعني قناع
وعندما خرج الشباب ليعبروا عن رأيهم أستهين بهم رغم نبل الشعارات التى يرفعونها وظهر الوجه الآخر للوطن الوجه االمخيف هروات ومياه تنهمر فوق الرؤوس وبلطجية تدهس بالأقدام أحلام هؤلاء الشباب الذين رددوا كلمة واحدة سلمية
سلمية ظلوا يرددونها رغم العنف الذى تعرضوا له والرصاصات المطاطية التى أنهمرت كالمطر عليهم ليبدأوا بإدراك أن لاسبيل للخلاص لهذا الوطن إلا رحيل النظام برمته
أدركت يا مولاي.. كيف يموت طفل..
لم يزُر عينيه ضوء.. أو يصافحها شعاع
أدركت كيف يضيع عمر المرء
في وهم طويل أو خداع..
اسأل رجالك إن أردت
عن الرحيل بلا وداع
فالناس تهرب في الشوارع
كلما ظهر القناع
وجاء يوم الثامن والعشرين من يناير ليشهد ذروة الأحداث وعنفوانها يوم أفاقت مصر من سباتها الذى طال رغم التهديدات المستمرة والفتاوى مدفوعة الأجر التى أنطلقت مكفرة ومنذرة لينطلق الشباب راسمين لوحة جديرة بأن يخلدها التاريخ شاهدها العالم كله إلا حكامنا العظماء مستمرين فى إطلاق الوحش الأمنى بصورة فاقت كل الحدود تطورت إلى الرصاص الحى والقنابل منتهية الصلاحية وإعادتنا للعصر الحجرى حتى يتسنى لهم قمع الشباب دون قيود لكن مصر وقفت بجانب أولادها
عشر ساعات من الجحيم حتى أدرك هؤلاء الجهابذة أن لا فائدة منالمكابرة وأن الشباب لن يتنازل عن أحلامه فتحولوا لسيلسة الترهيب بإعلان حظر التجوال وفضيحة إطلاق البلطجية ليروعوا المواطنين وقد عثر على المستندات التىتثبت هذا الكلام
ما عدت أملك غير فقري مسكناً
ما عدت أعرف غير حزني موطناً
فلقد نسيت طوال عهدك من أنا
ارحل وخلفك لعنة التاريخ..
أمّا نحن..
فاتركنا لحال سبيلنا..
نبني الذي ضيّعت من أمجادنا
نحيي الذي ضيعت من أعمارنا