الخميس، 11 نوفمبر 2010

1

أعشق هذا اليوم ولما لا فهو أول الربيع هذا الفصل الذى تغنى به شعراء العرب كأبى تمام والبحترى حيث نبدا فى احساس الدفئ الذى نفتقده خلال الشتاء.

تثائبت ثم خرجت لأغسل وجهى ملقيآ تحية الصباح على جدتى منتظرآ رؤية إبتسامة أجمل من الموناليزا ذاتها أعيش مع جدتى لأبى منذ أثنى عشر عامآ فقد رحل والداى ضحايا حادث سيارة أذكر ملامحهما كأنى رايتهم منذ حين أبى بملامح مصرية صميمة

سمرة النيل وقوام ممشوق أعتادت جدتى أن تداعبه قائلة ان منتجى السينما لو رأوه لجعلوه يشارك أحمد ذكى بطولة أفلامه وأمى الأمريكية الشقراء سوزانا –سوزى-

كما كانت جدتى تناديها ألتقاها أبى أثناء دراسته وأحبها فعاد بها إلى مصر وتزوجا

فكنت أنا نتاج هذا الزواج.

يوسف أسمانى أبى حتى يرضى أمه وزوجته جوزيف كما أعتاد مستر ريان سويفت

جدى لأمى أن ينادينى لم أرث عن أمى سوى لون عيناى العسلى وشعرى الناعم لكنى نسخة من أبى حتى يظن من يرى صورتى وصورته أننا شقيقان أبلغ الآن من العمر أثنى وعشرين عامآ تخرجت من كلية الفنون شعبة تصوير هوايتى المحببة أعمل

مصور بإحدى المجلات بدوام جزئى ومرتب تافه لا أحتاجه فإيراد عمارة تمتلكها جدتى ومعاش أبى يوفران لنا حياة كريمة جدتى حنان التى لا أتصور لها أسمآ آخر

خففت عنى كثيرآ مرارة اليتم رفضت كل محاولات الخواجة –كما كانت تسمى مستر ريان- لضمى إليه بإجابة لا تتغير "أعز الولد ولد الولد" وألحقتنى بمدارس الفرير العريقة حيث أتقنت الإنجليزية والفرنسية وأتت لى بمدرس ليعلمنى العربية والبلاغة

وعندما كنت أشتكى من المشقة تجيبنى"الشجرة لازملها جذور قوية علشان تثبت".

خرجت لأتناول الإفطار فوجدتها تشرب قهوتها مبتسمة تدندن مع فيروز

"نسم علينا الهوى من مفرق الوادى" أورثتنى هذه العادة –عشق فيروز- ألتفتت إلى كى تذكرنى بالمرور على مكتب المحامى بعد انتهاء العمل وأنها ستنتظرنى على الغذاء فذكرتها بعلاجها حتى تتناوله ثم ودعتها حاملآ شنطة الأدوات وخرجت إلى رحلتى اليومية.