الأحد، 30 ديسمبر 2012

آخر الليل

الليل وسكونه عندما تصير وحيدآ حتى تظن انالكون كله يتمحور حولك ذلك الوقت الذى تسمو فيه الأرواح وتتلاقى فى فضاء سرمدى متخطية القيود المادية التى قيدتها لتسبح هائمة تبحث عن النصف المكمل لها
لا تخضع لنواميس او قوانين بل هى تبحث وتلتقى وتحب ثم تعود الى الجسد لتمحى كل ذلك ويبقى لنا ذكريات تكاد لا تذكر تسمى الأحلام
لا تظن انى اهذى او  اهزل فعندما تعيد قراءة ما كتبته وتقارنه بمواقف حياتك ستجدنى صادقآ ستسأل نفسك ألم اضحك لهذا الرجل دونما سبب واضح لكنى شعرت بالراحة عند رؤيته او هذه الفتاة التى تشعر كأنك قضيت حياة كاملة معها فى حين انك ربما لن تراها بعد اللحظة
وصدقنى انا نفسى لا أعرف ما الذى دفعنى لكى أكتب هذا المقال ربما فرط شوقى اليها او هى تخاريف فمن اجل ذلك أسميتها تخاريف

الجمعة، 8 يوليو 2011

قبلة حياة للثورة


يعرف المنقذون والمسعفون قبلة الحياة بأنها تنفس صناعى عن طريق الفم يجرى لمن شارف على الغرق لإنعاشه سريعآ حتى لا يفقد حياته نتيجة توقف تنفسه وهذا ما فعله المصريون اليوم منحوا أغلى قبلة حياة لوليدهم الذى كاد أن يغرق أو يذهب فى شربة ماء
نعم لقد اسعفنا مولودنا الذى كانت ولادته متعثرة دفعنا ثمنها من دمائنا وحيوات أصدقاء لنا ذهبوا لينيروا لنا الطريق قد نكون تسرعنا فى الاختلاف حتى أعطينا الفرصة للشياطين ان تطرح بذور الشقاق بيننا لكن الميدان سيظل البوصلة التى ترشدنا للطريق دائمآ
ستظل جذوة الثورة مشتعلة دائمآ داخلنا يغذيها دائمآ العدالة البطيئة فهى أبشع وأقسى أنواع الظلم ماذا ينتظر المجلس العسكرى من أم اب أخ زوجة أو حتى صديق فقد جزء عزيز عليه وهو يرى القتلة يذهبون الى المحاكمة صباحآ ويمارسوا عملهم مساء بمساومة أهالى الشهداء على دماء ابنائهم
لا تنتظروا منهم الرضاء بعدالة عرجاء لا تنتظروا منهم ان ينسوا لا تنتظروا بعد ان منحوكم صك حماية الثورة ألا ينزعوا هذا الشرف منكم ليس من العدل بشئ ان يبح صوتنا مطالبآ بالعدالة والنشطاء يحاكمون عسكريآ والقتلة يمرحون
مطالب هؤلاء المصريون واضحة ان يروا محاكمات علنية سريعة لكى يطمئن الشهيد فى قبره لكى تقر أعيننا غير ذلك نحن مستعدين لمنح ثورتنا ملايين قبلات الحياة

الأحد، 19 يونيو 2011

صداع

تصيبنى هذه الأيام نوبات قاتلة من الصداع لا أستطيع ان افتح عينى بسببها وأكون فى قمة الغضب لمجرد حديث شخص بصوت مرتفع بجانبى فما بالك لو جادلنى
أعتقد ان هذه الحالة هى حالة بلدنا الآن الكثير من الصراخ والتشنج والذم فى الآخر أو حتى تكفيلره لا مشكلة أهم شئ ان تخفت حدة الصداع
سمعت كثيرآ عن الأختلاف بين المثقفين والإسلاميين حول الدستور ومدنية الدولة وعلمانيتها ولم اسمع كلمة واحدة عن أهلى الشهداء والمصابين الذين تواروا لخلفية المشهد -إلا من الدكتور أبو الغار والجمعية التى اسسها- ولم نر أى محاولة جادة للنهوض بالعشوائيات !
اما ما يثير السخرية هو دعوة للإنضمام لثورة ولاد مبارك بدعوى أن الكبير لا يهان وأنهم سيدفعوا الغالى والرخيص لحمايته ولو كلفهم ذلك حياتهم وهو شئ يثير التقزز فى النفس لأن كل يوم يمضى منذ التنحى يكشف لنا جانب أسوأ فى من تصورناه حاميآ للبلاد
أتقد ان قناة التحرير قدمت نموذجآ جميلآ لإعلام تصورت انه لن يأتى يوم أراه عربيآ فأصبحت تحقق نسبة مشاهدة عالية ظاهرة تستحق المتابعة

الاثنين، 18 أبريل 2011

خونة ونسكافيه واشياء أخرى

الحقيقة وراء وائل غنيم إسراء عبد الفتاح عميلة وبالدليل معآ لطرد البرادعى من مصر أنا أكره علاء الأسوانى........ كل هذه عناوين صفحات ومجموعات على الفيس بوك تتفق كلها فى شئ واحد تخوين كل من قال لا للنظام السابق
فى صفحة بعنوان أنا اكره علاء الأسوانى وجد الكاتب الدليل الدامغ على عمالة الناشطة إسراء عبد الفتاح وهو صورة لها وهى تتناول رجس من عمل الأمريكان يدعونه نسكافيه مع لحم الديك الومى البدعة
ما يثير الشفقة والسخرية هو كمية التعليقات التى يعلوها الصدأ التى اعتدنا عليها إبان الثورة من عملاء خونة وحتى سب لشاب كل ذنبه ان كان ضحية بلطجة الشرطة وهو خالد سعيد الذى غير نظرة الكثير منا للحياة عمومآ ولمصر بشكل خاص ليزيح قتله اللثام عن حقيقة امبراطورية العادلى الشرطة سابقآ
كنت اتصور ان مرضى متلازمة احنا آسفين يا ريس سيبرأوا مما اصابهم بعد معرفتهم بالوجه الآخر للرئيس المخلوع بعدما نشرته الصحف العالمية قبل المصرية عن ثروته ودوره فى اغتصاب مصر طيلة ثلاثين عامآ لأفأجأ بأنهم يعايروا المصريين بإنجازات منها مستشفى سرطان الأطفال-وهو ملك المصريين-ويتناسوا من المسئول عن ادخال السرطان مصر وبمترو الأنفاق جاهلين أن ما نهب يكفى لجعل مصر أقوى بنية تحتية فى العالم
يا من تحنون لأمان زائف فى عهد بأئد حاولوا ان تمسحوا عن مصر اصباغ ومكياجلونتم بها الوجه الشاحب لتضفوا جمالآ مفقودآ زوروا مستشفى أبو الريش معهد الكبد معهد الأورام أنظروا على المقاهى شاهدواتدهور التعليم ثم تحدثوا



ما عدت أملك غير فقري مسكناً
ما عدت أعرف غير حزني موطناً
فلقد نسيت طوال عهدك من أنا
ارحل وخلفك لعنة التاريخ..


الجمعة، 25 فبراير 2011

الرسالة الأخيرة

وطنى حبيبى الوطن الأكبر إن لم تكن سمعت هذه الأغنية فأسمعها لتدرك ما أشعر به الآن حين أشاهد الثورات التى تجتاح وطننا الحبيب -يا الله- كم أوحشتنى هذه الجملة وطننا ولا أقصد به دولة أو قطر لكنى أقصد من المحيط غلى الخليج أقصد أرفع رأسك أنت عربى أسترجع شعارات أهلنا عليها التراب أسترجع حلم ناصر الذى ضاع
عندما تحررت مصر من الإحتلال البريطانى أصبحت نموذجآ احتذت به كل بلدان المنطقة ولا أبالغ لو قلت العالم بأكمله وحتى لا يتهمنى البعض بكونى ناصرى الهوى - ولا أرى عيبآ بذلك-فأنى اوجه النظر لإيجابيات هذه الفترة التى يجب البناء عليها فلم يحدث أن خرج مسئول عربى يتهم دولة أخرى بالتآمر أو تأليب الشعب عليه
أستعدت هذه الذكرى المنعشة عندما شاهدت العرب فى غربتهم يتضامنون ويتظاهرون أمام سفارات الدول التى تندلع بها الإحتجاجات يتبادلون المواساة والتهانى وينبهون العلم كله اننا مازلنا اخوة بعد ان فرقتنا السياسة والرياضة والسعى نحو الريادة
حكامنا الأجلاء يجب أن يخجلوا من أنفسهم عندما يشاهدون هذه المشاهد العفوية لأن الشباب يفعلون ما عجزوا هم عن محاولته حتى لتنكفى كل دولة على مصالحها الخاصة وترفع شعار أنا أولآ و ليتدبروا قول الصعيدى هشام الجخ فى قصيدته الرسالة الأخيرة:

كنا نكلم قادةالحكم القديم
فما استجابوا للكلام وما وعوا
ظنوا -على جهل- بأن الكلام
خطر يهدد عرشهم ويزعزع
اليوم تبكى كل نفس صنعها
وتود لو عاد الزمان فتصنع

الثلاثاء، 22 فبراير 2011

هوامش الثورة1

يا سيدي الفرعون..
كيف أنام.. والأبناء في قلبي جياع؟!
كيف السبيل إليك والشكوى ضياع؟!
حاولت يوماً أن أشقّ البحر.. أن ألقاك..
ثار الموج.. والتهم الشراع
شاهدت طلعتك البهية..
والجنود يطاردون الناس حولك..
كان يفصلنا ذراع
أبيات عبقرية لفاروق جويدة يلخص بها أسباب الثورة المصرية التى حركت العالم كله وهى امتداد لحركة الشباب التونسى العظيم
فالرئيس الذى قال فى خطاب توليه السلطة أوائل الثمانينات أن الكفن ليس له جيوب وأنه لا يحب الشللية تقمص دور الفرعون بكل ما تعنيه الكلمة من معانى ليتحول الحب الذى كان الناس يكنونه له لكره ألتهمه وأسرته
ماذا تنتظرمن شباب أصبحوا فى نظر الكبار -عيال سيس- تدلى ذيولهم ببنطالتهم لا يعتد بهم ولا يستمع إليهم حتى أصواتهم يقوم الحزب الحاكم مشكورآ بتوزيعها على المحظيين من رجاله أراض بالملايين سرقت ومرضى بالملايين ماتوا نتيجة عدم توفر الأدوية وغيرهم يعانى تخمة الملايين
وهوت على رأسي الأيادي السود تصفعني
وتعوي فوق أشلائي الضباع
الشمس غامت في عيوني..
والمدى حولي زئير.. أو صراخ.. أو قناع
أسلمت نفسي للطريق.. ولم أزل أجري..
يطاردني قناع॥ ثم يصفعني قناع
وعندما خرج الشباب ليعبروا عن رأيهم أستهين بهم رغم نبل الشعارات التى يرفعونها وظهر الوجه الآخر للوطن الوجه االمخيف هروات ومياه تنهمر فوق الرؤوس وبلطجية تدهس بالأقدام أحلام هؤلاء الشباب الذين رددوا كلمة واحدة سلمية
سلمية ظلوا يرددونها رغم العنف الذى تعرضوا له والرصاصات المطاطية التى أنهمرت كالمطر عليهم ليبدأوا بإدراك أن لاسبيل للخلاص لهذا الوطن إلا رحيل النظام برمته
أدركت يا مولاي.. كيف يموت طفل..
لم يزُر عينيه ضوء.. أو يصافحها شعاع
أدركت كيف يضيع عمر المرء
في وهم طويل أو خداع..
اسأل رجالك إن أردت
عن الرحيل بلا وداع
فالناس تهرب في الشوارع
كلما ظهر القناع
وجاء يوم الثامن والعشرين من يناير ليشهد ذروة الأحداث وعنفوانها يوم أفاقت مصر من سباتها الذى طال رغم التهديدات المستمرة والفتاوى مدفوعة الأجر التى أنطلقت مكفرة ومنذرة لينطلق الشباب راسمين لوحة جديرة بأن يخلدها التاريخ شاهدها العالم كله إلا حكامنا العظماء مستمرين فى إطلاق الوحش الأمنى بصورة فاقت كل الحدود تطورت إلى الرصاص الحى والقنابل منتهية الصلاحية وإعادتنا للعصر الحجرى حتى يتسنى لهم قمع الشباب دون قيود لكن مصر وقفت بجانب أولادها
عشر ساعات من الجحيم حتى أدرك هؤلاء الجهابذة أن لا فائدة منالمكابرة وأن الشباب لن يتنازل عن أحلامه فتحولوا لسيلسة الترهيب بإعلان حظر التجوال وفضيحة إطلاق البلطجية ليروعوا المواطنين وقد عثر على المستندات التىتثبت هذا الكلام
ما عدت أملك غير فقري مسكناً
ما عدت أعرف غير حزني موطناً
فلقد نسيت طوال عهدك من أنا
ارحل وخلفك لعنة التاريخ..
أمّا نحن..
فاتركنا لحال سبيلنا..
نبني الذي ضيّعت من أمجادنا
نحيي الذي ضيعت من أعمارنا